يوميات ابو كريم
صفحة 1 من اصل 1
يوميات ابو كريم
فى نهاية الشهر وان كانت بدايته تخرج لسانها لنهايته
فقد اعلن مصطفى افلاسه وظل يفكر ويفكر فى متطلبات الغد
وبعد ان صلى العشاء وفى طريق عودته راودته نفسه ان يصطحب صديقه احمد
بين الزراعات يشتم عبق زهور البرتقال
ورائحة ملكة الليل ان تملا الاجواء عبيرا ولا اروع ويسعد بموسيقى نقيق الضفادع
ونسمات الهواء العليل
ولكن متطلبات الحياة حالت دون ان يستمتع بهذا الجو الجميل وكل ما يشغله
(حيجيب منين لبكره)
عاد الى منزله وكله رضا وقناعه ان الله هو من يرزقه
ودخل على الفور لغرفة والدته فاقدة البصر واقبل على يديها يقبلها
وقالت
يا ولدى لا تحضر غدا الموز الذى وصفه الطبيب لمعدتى فانا اليوم احسن حالا
مر مصطفى على غرفة اولاده الثلاثه وهم يستذكروا دروسهم
(شطار يا اولاد ربنا يقويكم)
واعطى كبيرهم جنيه ونصف مصروف الغد لتوزيعها عليهم
فردت زهره (بابا انا عايزه كمان جنيه اشترى كراستين)
وبوجه بشوش اخرج حافظة نقوده واعطاها اياه.
وخرج من غرفتهم يتقلب حافظة نقوده التى تكاد تدمع دما على حال صاحبها
خلع ملابسه وفى حذر شديد ان يقلق زوجته
ولكنها كانت قد استعدت لقدوم زوجها (حمد الله على السلامه يا درش)
قال الله يسلمك وهو يتاوه من الام الهموم فادركت ان ليلتها كسابقتها
ففهمت على الفور وقالت (ربنا مبيسبش حد جعان)
نام مصطفى وكاد السرير ان يتوجع من كثر تقلبه طوال الليل
حتى اذن المؤذن لصلاة الفجر
فانتفض راجيا رحمة ربه
وعاد من المسجد وهو دائم ذكر الله وقد زرع الله فى قلبه الطمانينه
وبعد افطور وانصراف التلاميذ الى مدارسهم قبلهم ودعا الله لهم بالتوفيق
ودخل الى حجرة امه وقدم لها الفطور وقبل يديها وانصرف على صوت امه
(لا داعى للموز يا ولدىصرت افضل حالا)
وكأن لسان حالها تقول لا تنسى الموز يا مصطفى
ذهب الى عمله وشكاوى الزملاء كادت ان تفتك به فهذا يحمد الله وذاك يلعن الايام
انتهى مصطفى من عمله وقال فى نفسه لاتجول فى السوق
وفى طريقه اراد ان يطمان على حافظة نقوده
(فابتسم فى نفسه وقال اياك يا حافظنى تصدقى اننى اطمان عليك ههههه بل اطمأن على ما فيكى)
خمسة جنيهات حزينه تشتكى الوحده
مشى مصطفى بين الباعه وسط السوق وهو يشاطر نفسه على ما يسمع من اصوات
الباعه
هذا ينادى وكانه ينشد (حمره يا طماطم يا مجنونه يا قوطه)
وذاك ينادى(حمار وحلاوه يا بطيخ على السكين يا بطيخ)
وصوت من بعيد( البورى الطازه) وبين هذه الاصوات ومصطفى يتفحص الموز
والخضر والفاكهه ويختلس نظره للجزار على استحياء
تعلق نظره برجل يرتدى جلباب بالى ونعل بلاستيك وعلى رقبته شال كاد ان يشتكى
عنف هذا الرجل مع اللون الابيض
وبيده طفل لم يتجاوز السادسه من العمر ووراءه زوجته النحيفه ذات الوجه
الاشحب التى تمسك بيد ابنتها التى لم تتجاوز الاربع سنوات
تجرها جرا على الارض محاولة اللحاق بزوجها
الولد عيناه معلقتان بسباطة موز والبنت كادت ان تنخلع عيناها على نفس المنظر
فنادت الزوجه (على مهلك شويه يا ابو عبد الله)
فتوقف ابو عبد الله وهمس عبد الله فى اذن اخته فصفعه الرجل على وجهه قائلا( مش النهارده)
ايقنت الام ان الولد همس فى اذن اخته(خلى ابوك يجيب لنا موز)
وقالت على الفور يا ابو عبد الله( تعالى هات للعيال سندوتشات فول وطعميه)
فقال (مشى يا وليه وانتى ساكته)
امتلات عينا الام بالدموع واولادها وقد تحجرت الدمعه فى اعينهم
جرى مصطفى مسرعا بعد ما راى
واشترى نصف كيلو موز ونصف كيلو هريسه
وظل يجرى حتى لحق بابو عبد الله واولاده
يا ابو عبد الله يا ابو عبد الله
توقف عبد الله فى دهشه(انت تعرفنى؟)
قال مصطفى نعم توقف قليلا يا ابو عبد الله !!!!!!!!!
واعطى مصطفى الموز والهريسه للاولاد وظل يختلق حكايات مع ابو عبد الله
حتى تاكد ان الاولاد التهموا الموز والهريسه ولكن ام عبد الله قد اخفت تحت طرف
جلبابها نصف اصبع موز وقطعه من الهريسه بعد ما رات ما ينساب من فم زوجها
وبعدها انصرف مصطفى ولم يعد معه الا نصف جنيه اجرة سياره ركاب
وظل اصحاب التوكتوك يعرضون على مصطفى توصيله
ومصطفى يتحجج انه فى انتظار صديق
والحقيقه انه يهرب من الركوب بثلاث جنيهات كالعاده واثر ان ينتظر سياره اجره
وبينما مصطفى غارق فى التفكير فيما حدث
وعيناه فى الارض ليتفادى مناديه من سائقى التوكتوك
واذا به وهو يلعب بقدمه فى كوم زباله قتقع عينه على ورقه فئة الخمسون جنيها
فعاد مصطفى للسوق وعينه على الموز
مناديا سائق توكتوك
انتظرنى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فقد اعلن مصطفى افلاسه وظل يفكر ويفكر فى متطلبات الغد
وبعد ان صلى العشاء وفى طريق عودته راودته نفسه ان يصطحب صديقه احمد
بين الزراعات يشتم عبق زهور البرتقال
ورائحة ملكة الليل ان تملا الاجواء عبيرا ولا اروع ويسعد بموسيقى نقيق الضفادع
ونسمات الهواء العليل
ولكن متطلبات الحياة حالت دون ان يستمتع بهذا الجو الجميل وكل ما يشغله
(حيجيب منين لبكره)
عاد الى منزله وكله رضا وقناعه ان الله هو من يرزقه
ودخل على الفور لغرفة والدته فاقدة البصر واقبل على يديها يقبلها
وقالت
يا ولدى لا تحضر غدا الموز الذى وصفه الطبيب لمعدتى فانا اليوم احسن حالا
مر مصطفى على غرفة اولاده الثلاثه وهم يستذكروا دروسهم
(شطار يا اولاد ربنا يقويكم)
واعطى كبيرهم جنيه ونصف مصروف الغد لتوزيعها عليهم
فردت زهره (بابا انا عايزه كمان جنيه اشترى كراستين)
وبوجه بشوش اخرج حافظة نقوده واعطاها اياه.
وخرج من غرفتهم يتقلب حافظة نقوده التى تكاد تدمع دما على حال صاحبها
خلع ملابسه وفى حذر شديد ان يقلق زوجته
ولكنها كانت قد استعدت لقدوم زوجها (حمد الله على السلامه يا درش)
قال الله يسلمك وهو يتاوه من الام الهموم فادركت ان ليلتها كسابقتها
ففهمت على الفور وقالت (ربنا مبيسبش حد جعان)
نام مصطفى وكاد السرير ان يتوجع من كثر تقلبه طوال الليل
حتى اذن المؤذن لصلاة الفجر
فانتفض راجيا رحمة ربه
وعاد من المسجد وهو دائم ذكر الله وقد زرع الله فى قلبه الطمانينه
وبعد افطور وانصراف التلاميذ الى مدارسهم قبلهم ودعا الله لهم بالتوفيق
ودخل الى حجرة امه وقدم لها الفطور وقبل يديها وانصرف على صوت امه
(لا داعى للموز يا ولدىصرت افضل حالا)
وكأن لسان حالها تقول لا تنسى الموز يا مصطفى
ذهب الى عمله وشكاوى الزملاء كادت ان تفتك به فهذا يحمد الله وذاك يلعن الايام
انتهى مصطفى من عمله وقال فى نفسه لاتجول فى السوق
وفى طريقه اراد ان يطمان على حافظة نقوده
(فابتسم فى نفسه وقال اياك يا حافظنى تصدقى اننى اطمان عليك ههههه بل اطمأن على ما فيكى)
خمسة جنيهات حزينه تشتكى الوحده
مشى مصطفى بين الباعه وسط السوق وهو يشاطر نفسه على ما يسمع من اصوات
الباعه
هذا ينادى وكانه ينشد (حمره يا طماطم يا مجنونه يا قوطه)
وذاك ينادى(حمار وحلاوه يا بطيخ على السكين يا بطيخ)
وصوت من بعيد( البورى الطازه) وبين هذه الاصوات ومصطفى يتفحص الموز
والخضر والفاكهه ويختلس نظره للجزار على استحياء
تعلق نظره برجل يرتدى جلباب بالى ونعل بلاستيك وعلى رقبته شال كاد ان يشتكى
عنف هذا الرجل مع اللون الابيض
وبيده طفل لم يتجاوز السادسه من العمر ووراءه زوجته النحيفه ذات الوجه
الاشحب التى تمسك بيد ابنتها التى لم تتجاوز الاربع سنوات
تجرها جرا على الارض محاولة اللحاق بزوجها
الولد عيناه معلقتان بسباطة موز والبنت كادت ان تنخلع عيناها على نفس المنظر
فنادت الزوجه (على مهلك شويه يا ابو عبد الله)
فتوقف ابو عبد الله وهمس عبد الله فى اذن اخته فصفعه الرجل على وجهه قائلا( مش النهارده)
ايقنت الام ان الولد همس فى اذن اخته(خلى ابوك يجيب لنا موز)
وقالت على الفور يا ابو عبد الله( تعالى هات للعيال سندوتشات فول وطعميه)
فقال (مشى يا وليه وانتى ساكته)
امتلات عينا الام بالدموع واولادها وقد تحجرت الدمعه فى اعينهم
جرى مصطفى مسرعا بعد ما راى
واشترى نصف كيلو موز ونصف كيلو هريسه
وظل يجرى حتى لحق بابو عبد الله واولاده
يا ابو عبد الله يا ابو عبد الله
توقف عبد الله فى دهشه(انت تعرفنى؟)
قال مصطفى نعم توقف قليلا يا ابو عبد الله !!!!!!!!!
واعطى مصطفى الموز والهريسه للاولاد وظل يختلق حكايات مع ابو عبد الله
حتى تاكد ان الاولاد التهموا الموز والهريسه ولكن ام عبد الله قد اخفت تحت طرف
جلبابها نصف اصبع موز وقطعه من الهريسه بعد ما رات ما ينساب من فم زوجها
وبعدها انصرف مصطفى ولم يعد معه الا نصف جنيه اجرة سياره ركاب
وظل اصحاب التوكتوك يعرضون على مصطفى توصيله
ومصطفى يتحجج انه فى انتظار صديق
والحقيقه انه يهرب من الركوب بثلاث جنيهات كالعاده واثر ان ينتظر سياره اجره
وبينما مصطفى غارق فى التفكير فيما حدث
وعيناه فى الارض ليتفادى مناديه من سائقى التوكتوك
واذا به وهو يلعب بقدمه فى كوم زباله قتقع عينه على ورقه فئة الخمسون جنيها
فعاد مصطفى للسوق وعينه على الموز
مناديا سائق توكتوك
انتظرنى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ابوكريم- Admin
- عدد المساهمات : 2
نقاط : 4
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/12/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى